موضوع: التنمية المغربية وآفاقها في تقرير رسمي. 2007-09-17, 6:27 pm
الرباط - عبدالصمد بن شريف
أعلن في الرباط عن إنجاز تقرير عن راهن وماضي وآفاق التنمية في المغرب، بعنوان “50 سنة من التنمية في المغرب وآفاق 2025”، وقال مشاركون في إعداده ان الغاية الاولى منه تتمثل في تطوير النقاش العلمي وفتحه على أوسع نطاق، حول السياسات الرسمية التي يتعين تفعيلها في المستقبلين القريب والبعيد، في ضوء الدروس المستخلصة من إخفاقات الماضي ونجاحاته.
وجاء في التقرير أن دوافع هذه الدعوة للنقاش ترتكز على ثلاث قناعات، تتمثل في أن مصير المغرب يوجد بين أيدي أهله، وأن البلاد في مفترق الطرق، وتتوفر اليوم على وسائل انخراطها الحازم في طريق طموح وطني كبير، يتقاسمه الجميع ويتمفصل حول التنمية البشرية، وللقيام بذلك يتعين على المجموعة الوطنية اعتماد اختيارات منسجمة وتسريع الوتيرة وتعميق ورش الإصلاح، وتحقيق القطيعة التامة مع الممارسات والسلوكات التي ظلت تعيق التنمية في المغرب.
وتتمثل القناعة الثانية في أن فضائل النقاش العمومي لا تقدر بثمن، ولا شيء يمكن أن يعوض، في مجال تدبير الحياة السياسية جدال وتلاقح الأفكار والمفاهيم والتحاليل، ما دام الهدف هو خدمة المشروع الوطني المتقاسم بين الجميع.
وتكمن القناعة الثالثة في أن الممارسة الديمقراطية الموطدة وحدها التي يمكن أن توجه البلاد نحو السير الثابت على طريق النجاح، فممارستها بمثابرة، مدعمة بتحمل كل واحد لمسؤولياته، مع تحلي الجميع باليقظة، يجعل منها لا مجرد ترف فكري أو حلم يستحيل تحقيقه.
ويتصف هذا التقرير بأنه يتأسس على مبادئ المشاركة والتبني الوطني والاستقلالية العلمية والتحريرية، حيث انخرط في إعداده ما يفوق مائة من الكفاءات الجامعية والإدارية وفعاليات المجتمع المدني.
ويدور المفهوم المحوري لهذا المشروع، حول “التنمية البشرية”، وهو يوفر فرصة متميزة للإحاطة بمجموعة كبيرة من الموضوعات والأسئلة، المترابطة، في الغالب، مع بعضها، مما يجعل من الصعب تناولها بمقاربات أحادية التخصص. وبذلك، فإن توظيف هذا المفهوم، حديث الاستعمال نسبيا، والذي لا يزال في طور التعميق أثرى الاشغال المنجزة في التقرير.
وأوضح المشاركون أن تفاصيل التقرير أنجزت في خضم مرحلة يشهد خلالها المغرب إطلاق ورش مهمة للإصلاح، كما تجتاز فيها البلاد فترة تاريخية، تميزها سيرورات انتقالية عديدة ديمقراطية وسياسية وديموغرافية ومجتمعية واقتصادية وثقافية. إنها مرحلة التساؤلات العميقة القادرة على بلورة المشاريع الكبرى، وعلى تجديد المشروع الوطني وتسريع وتيرة التنمية البشرية بالمغرب.
وحرص المشاركون على استحضار الأبعاد المحددة للتنمية البشرية التي تعتبر بدورها محددة ليس فقط بالرهانات والاختيارات السياسية، ولكن أيضا بالسياقات المختلفة والظرفيات الداخلية والخارجية التي تشترط هذه الاختيارات، وهكذا فإن محاولة القيام بقراءة لماضي وتاريخ المغرب في ضوء المرجعية القانونية والإثنية والمفاهيمية، المتداولة اليوم من دون مراعاة الطابع النسبي للسياسات العمومية، بالنظر إلى مختلف سياقاتها وتياراتها التنموية المعتمدة، حين بلورتها، إن عدم أخذ ذلك كله في الاعتبار كان يمكن أن ينزلق بالتقرير في اتجاه عدم الإنصاف والوفاء بالأمانة إزاء الفاعلين في تلك الحقبة.
ويقترح تقرير “50 سنة من التنمية البشرية في المغرب وآفاق سنة 2025” قاعدة معرفية مدعمة بالدلائل والحجج، لتطوير النقاش، مع استخلاص العبر والدروس من التجربة الماضية للبلاد، ومقترحا مسالك في التفكير لاستشراف العقدين المقبلين، ولذلك يتوخى مساهمة وطنية تحركها الروح الوطنية ومراعاة شروط الموضوعية.
وتتمثل رسالته الرئيسية في تأكيد أنه بفضل هذه النظرة التأملية في نصف القرن الماضي، سيكون في إمكان المغرب، المتصالح مع نفسه ومع ماضيه، والقوي بنجاحاته المحرزة -حسب المشاركين في هذا التقرير- والمستفيد من العبر المستخلصة من إخفاقاته، والمعتمد على نسائه ورجاله وشبابه وقدمائه ،أن يسلك، بكل ثقة وطمأنينة، السبيل الواعد لتنمية بشرية أفضل.
ويشار الى ان العاهل المغربي الملك محمد السادس كان قد أعطى توجيهاته في ،2003 لإنجاز قراءة دقيقة لمسار التنمية في بلاده على مدى خمسين سنة، لاستشراف مغرب ،2025 وايجاد أرضية لمواجهة التحديات في القطاعات الاجتماعية والاقتصادية، والاسهام كذلك في بلورة تصورات وأفكار بخصوص التحديث السياسي والمؤسساتي.
الرئيسية 
2007-09-17, 6:27 pm
